كربلاء : نص حديث الامام المدرّسي دامت بركاته لحشود الزائرين في كربلاء
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين محمد واله الطيبين الطاهرين..
نحن في أرض ابي عبد الله الحسين وفي ارض كربلاء التي تضمخ ترابها بدماء الشهداء واصبحت تربتها شفاء.و حسب حديث شريف سبعة أميال في سبعة اميال. يعني أن يد القدرة، الرحمة ، والعزة الالهية وضعت في هذه الارض وعلى هذه التربة.
فهذه التربة تخترق الحواجز المادية وتصنع المعاجز ومامنا من أحد الا ويعلم علما يقينا بخصائص هذه التربة المباركة وبقصص يرويها الاكابر عن الاكابر في مدى ميزة هذه التربة الشريفة .. وكذلك الدعاء، فحين نقول: الدعاء ينطلق من هذه البقعة ومن تحت قبة ابي عبد الله الحسين (سلام الله عليه) ويخترق الحجب السبع ويصل الى مضان الاجابة فان ذلك يعني بالضرورة ان هنا في هذه الارض ما ليس في غيرها من قدرة الهية ورحمة الهية وعين الهية ويد الهية.
نحن في ارض يزورها في كل يوم ملائكة خلقهم الله يسبحونه ويمجدونه. ثم لا يعودون الى هذه الارض الى يوم القيامة .. يعني ان لكل يوم زوار ذلك اليوم من ملائكة الرحمن. أما ارواح النبيين والصديقين والشهداء والصالحين والعلماء فحدث عن ذلك ولا حرج.
هنا يطرح التساؤل التالي: لماذا؟
لماذا امرنا بزيارة هذه الارض وما هي الحكمة ولماذا لا يكفي أن نزور ابا عبد الله الحسين عن بعد؟ مع ان الله سبحانه وتعالى قد خلق ملائكة يحملون رسالة المؤمنين وزيارتهم ودعائهم الى الائمة المعصومين (عليهم السلام). فلماذا ناتي ونعرض أنفسنا للأخطار والاضرار لناتي الى زيارة ابي الاحرار؟.
اليوم زارني رئيس موكب من المواكب قدموا في مشيتهم الى كربلاء ثمانية شهداء. شهداء يتساقطون على هذا الطريق وهم لا يزالون ياتون.
وبهذا الخصوص ننقل لكم هذه الرواية المؤثرة فحينما ياتي الرجل الى الامام الصادق يقول له يابن رسول الله انا نزور جدك الحسين قفال: نعم ما تصنعون فقال: يا بن رسول الله نركب البحر، قال بلى قال: قد تنكفئ بنا السفينة قال اذا تنكفئ في الجنة.
لم ينهه الامام الصادق من أن يزور الامام الحسين وهناك احتمال خطر بأنه السفينة التي يركبها قد تنكفئ به.
قال: اذا تنكفئ في الجنة.
لماذا كل هذا؟.. الجواب على ذلك هو للأسباب التالية:
من هذه الاسباب هي حكمة الزيارة ومن عرفها وسعى من اجل توفيرها في نفسه، فقد أستفاد من الزيارة الفائدة الكبرى. ومن لم يفعل استفاد منها ولكن بنسبة معينة. (فسالت أودية بقدرها).
وحسب وعاء كل انسان يستوعب من هذه الرحمة الالهية الواسعة المنتشرة في هذه الارض .. الهدف الاول كما سبق وقلنا استجابة الدعاء تحت قبة ابي عبد الله الحسين (سلام الله عليه).وما أحوجنا الى الدعاء. (قل ما يعبا بكم ربي لو لا دعائكم). نحن نحمل معنا شئنا أم أبينا أثقالاً من الذنوب. ربما نسيناها ولكن كاتب العدل لم ينسها. (ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها ووجدوا ماعملوا حاضرا) (وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاب يلقاه منشورا أقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا).
اعمالنا وذنوبنا مسطرة. كيف نتخلص منها هذا عن ما مضى .. وأما عن ما يأتي فأمامنا عقبات. أهونها سكرات الموت ثم القبر ومسائلة البرزخ ثم هول المطلع. ثم الوقوف امام رب العالمين في تلك المحكمة الكبرى، محكمة العدل الالهي ثم المرور على الصراط. وعشرات المواقف التي لا بد ان يتعرض لها الانسان .. يتعرض الانسان لمواقف صعبة يتمنى لو كان ترابا، لو كان (نسيا منسيا) هذه العقبات الكبرى حين نريد ان نتسلح من اجل تجاوزها هنا في ارض الحسين 0 (سلام الله عليه).هنا عند أبي عبد الله وتحت قبته الشريفة.
لا اعلم أين هي القبة وما هي مساحتها ولكن أعتقد بان من جاء زائرا والتمس هذا الضريح ودعا الل سبحانه وتعالى فهو تحت تلك القبة لأن القبة هنا ليست القبة الظاهرية .. كأنه رمز للتقرب الى حرم الامام أنى استطاع الانسان الى ذلك سبيلا هذه اول اهداف الزيارة .. وكثير من الناس حينما يزور الامام الحسين ينشغل ببعض الظروف المحيطة بالزحام وحينما يتعرض لضغط الزوار عليه أو حتى المرايا الموجودة في الحرم أو ما اشبه قد ينسى طموحاته، ينسى أدعيته الحقيقية لذلك انا أدعوا كل أخواني، هنا وفي مواقع مشابهة أذا وصلوا الى حرم الائمة المعضومين وربما قبل ذلك ان يهياؤا أنفسهم ليعرفوا أين يذهبون، أنها فرصة العمر، انها فرصة ذهبية بالنسبة لهم ولا ينسوا طموحاتهم وتطلعاتهم، أفكارهم، أمالهم. فاليقولوها حتى ولو كانت من النوع البسيط عنده. لان الله سبحانه وتعالى لا يختلف عنده العطاء الكثير والكبير والعطاء اليسير هو رب الرحمة والنعمة، رب العالمين.
أما الحكمة الثانية، فهي زيارة المؤمنين بعضهم البعض. صحيح أن المسلمين يجتمعون حول الكعبة ولكن اهل الولاء خاصة لا يجدون موضعا يجتمعون فيه كقبر أبي عبد الله الحسين (سلام الله عليه) نحن اليوم حينما نجد هذه الجموع المتدفقه كانها سيل جار من أقصى العراق ينحدرون الى قبر ابي عبد الله الحسين مشاة وارجلهم دامية وقد انهكوا بالتعب وهم بالملايين من البشر نفهم سر تشجيع الائمة المعصومين (عليهم السلام) على زيارة ابي عبد الله الحسين (سلام الله عليه)، وانا أروي لكم رواية وهذه من عجائب الروايات. هذه الرواية تقول: ان الجنة خلقت من نور أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، ولان الجنة قد خلقت من نور ابي عبد الله الحسين (سلام الله عليه) فانها لا تُملك الا بزيارته (سلام الله عليه) ومن كان يستطيع زيارة الحسين في الدنيا ولم يزره وكان عبدا صالحا يدخل الجنة ولكن يبقى من ضيوف أهل الجنة ليس له في الجنة مُلك.يبقى ضيف عند الاخرين، لماذا؟ لأنه لم يزر الحسين .
مامن احد يرى هؤلاء الزوار الكرام ويجلس اليهم وينظر اليهم الا ويتفاعل مع هذا الحدث بالعمق..
سبحان الله .. هذا رجل كبير بالسن وعجوزه منهكة والرجل المعوق والمرأة الحامل والمرأة معها طفلها الرضيع، ماذا جاء بهم في هذه الصحاري والغبار. أمس رايت الغبار أخذ مساحة واسعة من الطريق الى درجة أن النخيل المحيطة بالطريق اختفت تحت الغبار.. قلت سبحان الله هذا الشعر الذي يقول: فان النار لا تمس جسما عليه غبار زوار الحسين....هنا يترائى لنا هذا الغبار ياتي ويتراكم والانسان يأتي ومعه هذا الغبار.
هذه الجموع جمعها الولاء. واليوم نحن امام العالم لدينا سند. ..اذا قال العالم ما هي عزيمتكم ما هو أيمانكم ما هو ولائكم ؟ من يقول أن الاكثرية في العراق هم من أتباع أهل البيت (عليهم السلام)؟.. نقول لهم: أتباع أهل البيت ليسوا جالسين في بيوتهم ولا مختفين في بعض المناطق.
اتباع اهل البيت تجدهم اليوم بالصحاري والبراري، تجدهم بالطرقات تجدهم في كل مكان وهذه الفضائيات تصورهم ولا تصور الا جزءا من الف جزء.
لا تصور الا الظاهر، لا تصور تلك القلوب التي تنبض بحب أبي عبد الله وتلك العزائم القوية التي تقتلع الجبال...
انتم تعلمون في ايام الطاغية كيف كانوا يخترقون الصفوف. جماعة نقلوا لي قصة أنهم من بغداد أرادوا ان يأتوا الى كربلاء مشاة في أيام الطاغية فلم يجدوا طريق الا بهذا الاسلوب. أنهم كانوا يدفعو سيارتهم وكأنها سيارة معطلة حتى يخفوا نيتهم بالمشي الى زيارة ابي عبد الله . بهذا الاسلوب ومنهم من كان يمشي بالليل وفي مناطق وعرة حتى يمشي الى زيارة الحسين ما هذه الروح؟ ما هذا العزم؟
هذه العزيمة هي التي تجعل الموالي لاهل البيت يتمحورون حول بعضهم البعض ويشكلون كتلة ايمانية قوية لمواجهة التحديات وبصارحة من كان مواليا فلا بد ان يستعد للبلاء لان البلاء للولاء.(جاء الرجل الى أمير المؤمنين قال: يا أمير المؤمنين احبك. قال: أن كنت صادقا فاتخذ للبلاء جلبابا).
اذا كنت تحبني حقيقة يجب ان اتصير مثلي. عندك أثر من حياتي. حياة علي كلها تضحيات وعطاء منذ ولدته امه والى ان استشهد في محاربه.. الامام علي هكذا وشيعته هكذا ومحبوه هكذا في اي مكان في العالم.
اليوم اسمع بان 12 شخص في جامة الموصل طلاب يذهبون الى الجامعة بلا اي ذنب يقتلون على باب الجامعة.. لم هذا القتل؟ وأيضا اليوم سمعت بان مجموعة جاؤوا على احد الطرق ذاهبين لزيارة الاربعين الى السيدة زينب من منطقة النخيب في كربلاء الى طريبيل، الارهابيون أنزلوهم من الباص، فمن كان لابسا للسواد قتلوه وبعد ذلك سمحوا للسيارة بالمرور.
هذا معناه ان البلاء موجود، لكن هذا البلاء يحتاج الى عزم وهمه، يحتاج الى عطاء، يحتاج الى محورية ونحن متمحورن حول قر أبي عبدالله الحسين واندماجنا ببعضنا ومعرفتنا ببعضنا والذوبان في بوتقة واحدة .. بذلك سوف نقاوم هذا البلاء.
الاعداء يتصورون انهم بذبحنا وقتلنا وهدم مراقدنا ننسحب وننطوي على أنفسنا، ونتراجع .. فليعرفوا اذن ان هذا فخر بالنسبة لنا. نعتبر ان الشهادة في سبيل الله ذروة العمل الصالح كما يقول النبي . فوق كل بر، بر حتى يقتل المرء في سبيل الله فليس فوقه بر .
في سنة من السنين كنت عند قبر علي بن موسى الرضا . هؤلاء الارهابيون فجروا في تلك السنة قبر الامام الرضا أنا كنت في مشهد .. قسم من الزوار تفحموا. بعض الناس قالوا: في عاشوراء (حينها) في مشهد لا احد سيزور مشهد خوفا من التفجير فقلت لهم كلا السنة القادمة سنجد أضعاف الاضعاف قال لماذا؟ قلت له: لأن كل شيعي سيقول: ياليتني كنت انا عند قبر الامام الرضا في يوم عاشوراء وانا اقتل واستشهد والتحق بالامام الرضا .وفعلا هكذا كان.
اذن الهدف الثاني هو ان نتحد مع بعضنا ونتمحور حول بعضنا.
اما الهدف الثالث فان علينا ان نخطوا خطوات معنوية الى الامام الحسين كما نخطوا خطوات مادية اليه. بكل خطوة نتقرب الى الامام الحسين ماديا يجب ان نتقرب الى الله والى الامام الحسين بالواقع معنويا..
يعني ان سلوكنا وممارساتنا تكون قريبة من سلوك الامام الحسين، اخلاقنا ثقافتنا، ايماننا، معرفتنا بالله (عز وجل).
الامام الحسين ليلة العاشر من محرم ماذا قال لاخيه العباس قال له: استمهلهم سواد هذه الليلة قال لماذا يا اخي؟ .. الموت موت والامام الحسين جاء ليقتل في سبيل الله لا يخاف من الموت.
لكن لم استمهلهم سواد تلك الليلة؟ الامام قال: حتى أصلي لربي ركعات واقرا القرآن. فانه يعلم أني احب قرائة القرآن.
كان يزداد قربة الى الله بقرائته للقرآن. حتى رأسه الشريف كان يتلوا القرآن الكريم وهو على القنا.
أخواني أنا اجري لزيارة الحسين اذن دعني اقترب الى مسيرته، والى قرائة القرآن.. أقترب الى مسيرته الى العطاء، اقترب الى مسيرته الى ان اكون داعية الى الله .
حينما سألتني بعض الفضائيات في ايام محرم الحرام انه ما هو دور الاعلام في قصة الامام الحسين قلت ان اساس حركة الانبياء والاولياء والصديقين اساسها الدعوة الى الله تعالى. (ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان) منادي الى الله . (أن امنوا بربكم فآمنا)
لذلك نحن نقول للامام الحسين: لبيك داعي الله.
الدعوة الى الله هي الاساس وبقية حركة الامام الحسين كانت في هذا الاطار لذلك نحن في يوم الاربعين لا نتذكر ابا عبد الله الحسين فقط وانما نتذكر تلك المرأة الخالدة العظيمة البطلة، الصديقة الصغرى التي حملت راية الإمام الحسين وهي لا تزال تلك الراية تحملها الناس جيلا بعد جيل حتى اليوم.
زينب وما أدراك ما زينب حملت هذه الراية . بخطبها وكلامها في كربلاء في اول لحظة بعد مقتل ابي عبد الله الحسين جائت واخترقت الصفوف وقالت لذلك اللعين عمر بن سعد أيقتل ابو عبد الله وأنت تنظر اليه.. يعني انها بدأت رحلة الاعلام في سبيل الله من تلك اللحظة ثم في اليوم الحادي عشر وحديثها الطويل والمعجز مع الامام زين العابدين (س) وهي واقفة على جسد اخيها وعندهم قطار من الابل تنتظر حملهم كأسارى ومن ثم حديثها في الطريق وحديثها في مجلس بن زياد وحديثها في مجلس يزيد ..الى آخره.
ما تركت زينب ذكر الحسين الى ان استشهدت وانا أسميها شهيدة لماذا؟
لأنه حسب روايات حياة زينب نحن اذاً يجب ان نحمل راية الامام الحسين ..هناك من الناس من يعتقد بان الحسين قتل بسيف جده. وهناك من الناس من يتصور بانه يتقرب الى الله بهدم مرقد أبي عبد الله الحسين وهناك من الناس من يعتقد بانه لو قتل شيعيا يزور ابا عبد الله الحسين فهو يدخل الجنة. هؤلاء الضالين نحن مسؤولون عنهم يوم القيامة لأن بعضهم يقولون: أنا ما وصلت الي الدعوة .. اليوم يختلف عن الامس.. بالامس كان علينا أن نذهب الى المناطق الخطرة ونعرض أنفسنا للمخاطر المختلفة حتى ندعوا الى الاسلام والحوزات العلمية وبالذات الحوزة العلمية في كربلاء المقدسة اسست بعد شهادة ابي عبد الله بل قبل شهادة ابي عبد الله الحسين مع ورود الحسين الى كربلاء اسست لكن على خوف من آل بني أمية وملئه كان علماء في كربلاء بعد مقتل ابي عبد الله الحسين موجودين في البساتين وبين النخيل اذا جاء زوار يختلطون مع الزوار يتكلمون معهم عن احاديث ابي عبد الله الحسين وعن احاديث الائمة المعصومين هذه كانت الحوزة آنذاك.. لكن اليوم الله سبحانه وتعالى وفر لنا امور أخرى وفر لنا التأليف تكتب كتاب والكتاب ينشر في كل مكان.. وفر لنا أسلوب الفضائيات هذه الفضائيات تقوم بهذا الدور فلماذا نحن لا نندفع نحوها.
قال لي أحدهم عبر الهاتف من السودان سيدنا نحن في السودان (العام الماضي في عاشوراء) تغيرت النظرة كليا عن اهل البيت بسبب الفضائيات الموجودة حينما نقلت الى الشعب السوداني أحداث كربلاء وعزاء المؤمنين في كربلاء بصورة حية.
الناس تاثروا.. لذلك انا أدعوا الاخوان للاهتمام بهذه الفضائيات هذه الايام فضائية أهل البيت جديدة على الساحة يجب ان نهتم بها لتتحول هذه الفضائيات الى فضائيات فاعلة في الساحة بلغات مختلفة باللغة العربية، الانكليزية، الاردو، بلغات الصين وغيرها.. لعل في الصين أناس معينين يعشقون الخير ويعشقون التضحية ويعشقون الايمان فاذا وجدوا في هذه الفضائيات ما يوفر لهم فرصة الاهتداء بنور ابي عبد الله الحسين اهتدوا بالدعوة الى الله بالفضائيات ببناء الحسينيات ببناء الحوزات العلمية نحن لن نكون بعيدين عن المسؤولية لو تركنا الدفاع عن اهل البيت ..
اليوم الامام الحسين لا يقول لك احمل السيف وحارب معي وانما حارب فكريا ، ثقافيا ، اعلاميا ، اولئك الذين لا يزالون يظنون انني ظالم وبنوا امية مظلومين حارب هؤلاء بأسلوبك
انت بزيارة الحسين الشعبانية تقول (ان كان لم يحببك بدني عند استغاثتك واستنصارك فقد اجابك سمعي وبصري وفؤادي) ماذا يعني ذلك ؟ هل هو فقط بالزيارة؟ الزيارة ممتازه. لكن الانطلاق هو من الزيارة وكلمة (أجابك) يعني انا أجيء لزيارة ابي عبد الله حتى آخذ منه ومضة من عزم، ومضة من الايمان، من الحيوية..
احد المراجع كان يقول اذا ذهبت عند ابي عبد الله الحسين أطلب منه كل شئ لكن لا تطلب منه ان تكتب لك السلامة في تبليغلك الدين، السلامة في العمل الديني يعني ان تقول أنا اذهب ابلغ لكن شرط ان لايصيبني شئ..!؟
الامام الحسين قد قدم رأسه، قدم رضيعه، قدم اولاده في هذا السبيل هذا الشئ لا تطلبه من الامام هو سبقنا الى التضحية نحن ايضا يجب ان نكون واقعيين وجديين في الدفاع عن أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) من عنده همه وعنده طموح وعنده تطلع ليذهب شرقا وغربا ويبلغ الدين ومن عنده همه اقل فلينصر أبا عبد الله بلسانه، بماله، بجهده، باي شئ ممكن ينصر الامام الحسين لكي يبقى هذا العلم مرفرفا ان شاء الله على الارض ..
يوم يأتي الامام الحجة (عج) ياتي ويطلق هذا النداء من الكعبة يقول: (يا اهل العالم ان جدي الحسين قد قتل مظلوما.) وذلك اليوم يعرف العالم من هو الحسين . يعني ان التموج الديني، الدعوة الى الله والى الحسين، وصل الى الصين، وصل الى امريكا اللاتينية ، الى بقاع العالم كلها ، وصل الى كل مكان حتى ان الامام الحجة حينما يقول: ان جدي الحسين قتل عطشانا، يمكن للعالم ان يستجيب ويفهم انه قد جاء من يطلب بدم الحسين فيلتف حوله..
ونحن الذين نتشرف بان نقدم هذه الخدمة ونوصل صوت ابي عبد الله الى العالم فأن هذه بعض حكم واهداف وغايات الزيارة من شاء فليكثر ومن شاء فليقلل.
الزيارة الكاملة، هي الزيارة التي فيها دعاء مستجاب، تطلعات مستقبلية ان شاء الله كلها وبالذات التطلعات الاخروية ليس للدنيا فقط وانما في الاخرى ايضا وفي هذا المجال ايضا تخلقنا باخلاق ابي عبد الله الحسين وتمحورنا حول بعضنا واقتباسنا عزمة من عزمات ابي عبد الله الحسين، كل هذه سوف يكون ان شاء الله وسيلة لكمال الزيارة نسأل الله سبحانه وتعالى ان يتقبلها منا ومنكم ومن جميع الزائرين وان يشرك في ثواب هذه الزيارة اولئك اللذين كانوا يريدون ان يزوروا ابا عبد الله ولكن لم يوفقوا ..
طبعا انا لا أنسى وقسم من اخوتنا السؤولين عن الدفاع عن اهل البيت ان هؤلاء أيضا لهم الاجرالعظيم وثوابه عند الله سبحانه وتعالى وهم يدافعون عن الحسين وعن ابناء الحسين وزوار الحسين..
وصلني خبر بان مجموعة زوار على الحدود، ضابط الحدود رفض ان يبعثهم الا بدورية مكثفة وقال: اخاف ان ياتون ويتعرضون لضغوط وهذا بالواقع دليل على الايمان وارتفاع مستوى شعبنا وشبابنا وقيادات الجيش والشرطة والمسؤولين الى مستوى المسؤولية وهذا يثلج صدورنا ذلك الجيش الاول وقوات الجيش الاولى ذهبت التي كانت تمنع زيارة ابي عبد الله الآن جائتنا بحمد الله قيادات بالجيش والشرطة مؤمنة متعاونة .. اليوم رايت مجموعة من الشباب يطبرون امامي ومجموعة من ابنائنا الشرطة ايضا يهتفون معهم .. قلت سبحان الله اين هذا واين ذلك الوضع ..
نسأل الله ان يوفقهم ويجعل ان شاء الله حركتهم، حركة مباركة ويحفظهم من كيد الاشرار وطوارق الليل والنهر ويحفظ كل زوار ابي عبد الله وهم ياتون ويحفظهم وهم يعودون ان شاء الل بفضله وجوده وكرمه وببركة الصلوات على محمد وال محمد.