علي في زمن الارهاب

 

 لكل زمن ارهابه ومجرميه!

واعتى انواع الارهابيين هم اولئك الذين يقتلون الفكر والابداع في حركة الشعوب، قبل ان يقتلوا الانسان في حركة الحياة.

لذلك كان الاجدر باصحاب القرار ان يحاكموا صدام بادىء الامر بجريمة قتله المفكر المبدع السيد محمد باقر الصدر في بداية الثمانينات لان اغتيال محمد باقر الصدر الفيلسوف والمفكر هو اغتيال لحركة الابداع في الانسانية برمتها، وهي جريمة عالمية لان الانسانية العالمية حرمت من عقل مبدع وفكر ثر كان باستطاعته ان ينهض بالعقل البشري وبالفكر البشري الى ارقى مدارج الكمال والحضارة.

كما ان جريمة عبد الرحمن بن ملجم تعتبر جريمة عالمية لانها حرمت الانسانية جمعاء من شخصية عالمية فكرية حضارية مبدعة قل ان يجود الزمن بها.

فابن ملجم لم يقتل علي ابن ابيطالب القرشي ابن عم الرسول محمد بن عبد الله ، امير المؤمنين آنذاك... بل اغتال الانسان في حركة البشرية، وقتل الفكر والابداع في حركة الامة، واستهدف الرحمة في زمن القسوة، وقضى على السلام ليسود الارهاب.

يقول احد المستشرقين الانكليز: (لو ان علي ابن ابي طالب حكم في القرن العشرين لرأيت القبعات الانكليزية تملأ مسجد الكوفة).

واقول، لو ان لنا شيئا من علي، شيئا من حقيقة علي الانسان، لا على الشعارات... لجعلنا العراق محط قبعات العالم باختلاف اجناسها.

للارهاب صور كثيرة، من صوره ... ذلك الادعاء الذي يدعيه المرء لتحقيق غايات معينة، سرعان ما يثبت الواقع في دوران الزمن بطلانه.

ونحن اناس ادعاءاتنا دوما اكبر من واقعنا، واكبر من حجم الزمن في تطلعاتنا، وهذا ما يجعلنا دوما محطا لكل انواع الارهاب وصنوفه.

فالارهاب نفسه الذي اغتال عليا في مثل هذه الليلة، يغتال احلامنا اليوم، ورؤانا... وابتسمامة اطفالنا، وسحر الحب في عيون نسائنا، نفسه الذي يقتل الحياة فينا. لان كلا الارهابين يؤسسان لحركة بشرية متخلفة عن ركب الحضارة لا فكر فيها ولا ابداع، كلا الارهابين يتمطيان على جراحات المعذبين ويسعى الى اطالة امدها.

اظن اننا في مرحلتنا الراهنة بحاجة الى علي ينقذنا من ضياع انفسنا قبل ضياع الوطن، ويعلمنا كيف نصنع واقعا كبيرا يصغر عنده كل ادعاء.