في ذكراه السادسة الشيخ علي المرهون ...قيمة أخلاقية*

شبكة مزن الثقافية عبدالإله التاروتي - القطيف
العلامة الحجة الشيخ علي المرهون رحمه الله
العلامة الحجة الشيخ علي المرهون رحمه الله

 

الحالة الأخلاقية في الوسط الاجتماعي ليست كلمات بلا معنى ؛أو مجرد حلم يراود المخيلة ضمن مسار الاسترخاء للحلم كحلم أو العيش في دائرة أحلام اليقظة!
الأمر على خلاف ذلك تماما لأنها ببساطة متناهية ترتكز على إكليل
الممارسة والتطبيق.
وهذه الممارساتية تتراكم عبر السنين لتمثل في محتواها أنموذجا رائدا في بعث الثقة والسكينة في الوسط الاجتماعي الذي يتحرك في وسطه هذا الفرد أو ذاك من خلال مجموعة الأدوار التي يقوم بها ضمن أجندة يومياته .

ونحن في الذكرى السنوية السادسة لرحيل الشيخ علي المرهون ؛ نستشعر القيمة الأخلاقية التي كان يمثلها الشيخ المرهون في واقعه الاجتماعي القطيفي  وبأن خياره القائم على المحبة والتسامح لم يكن حالة تكتيكية تنتفي بمجرد الحصول على المنفعة المفترضة؛ بل خيار استراتيجي وظف عمره المبارك في سبيل تأصيله بين الناس. ولعل عفويته الابوية كانت من أبرز آليات العمل التي استفاد من معطياتها من أجل ترجمة ما يؤمن به من حب وتسامح لتتحول بفعل الصيرورة إلى مكسب وثراء معرفي سلوكي تبصره العيون وتختزنه الذاكرة وتلتذ الاسماع بذكره ؛ وتترطب الشفاه بالنطق بجميل خصاله.  
نعم في ذكراه السنوية نشر لقيم الفضيلة بكل أبعادها الفردية والاجتماعية.
فضيلة  تشق طريقها بين الناس ممارسة وسلوك.
 فشخصية أخلاقية  كشخصية الشيخ علي المرهون جديرة وبكل فخر واعتزاز أن تتحول إلى قدوة حسنة في بيئتها الاجتماعية حيث يمكن تمثلها عبر القراءة الواعية لسيرتها الذاتية على المستويين  النظري والتطبيقي. 
 وهي تجربة ينبغي على المجتمع أن لا يفوت الاستفادة من رمزيتها واكتشاف  معطياتها الكبرى عبر آليات عمل مستدامة تنحى نحو التبشير بالمثل العليا والقيم السمحة في الواقع الاجتماعي.
ولعل من أبرز تلك الآليات التي يمكن للمجتمع القيام بها ضمن انشطته وبرامجه التي يتبناها تتمثل في  جعل يوم تحت شعار "يوم الفضيلة " يتزامن مع ذكري ميلاد الشيخ علي  أو في ذكرى رحيله؛ توزع فيه البرشورات وتنشر التغريدات في الشبكة العنكبوتية. وتلقى الكلمات من قبل أئمة الجمعة والجماعة ؛ وكذلك المنتديات الثقافية ومؤسسات العمل الاجتماعي من خلال مساهمتها في انضاج الأفكار والطروحات ذات العلاقة باكتساب مهارات الحياة الباعثة على الفضيلة؛ وكتابة المقالات.
وكذلك من خلال زيارة الارحام ؛ ونبذ العنف والتواصي بالخير ؛ وافشاء  السلام و .....الخ 
 فيكون هذا اليوم -  عبر مجموعة الأداء من قبل الأفراد ومؤسسات المجتمع الاهلي - تعبيرا  صريحا من قبل المجتمع بأن يوم الفضيلة هذا بات ضرورة أكثر منه احتياج؛ إن على مستوى الفرد أو المجتمع ؛ وبأن طرح هذا اليوم المرتبط بشخصية الشيخ علي هي ترجمة واقعية للاستفادة من مواقع القوة والقدرة التي يختزنها المجتمع من خلال رموزه و كفاءاته الإنسانية؛ وبأن عصر القدوات لم ينته بعد. فالورد لايفارق ميسمه الرحيق!  
فكل فرد من أبناء المجتمع والجيل
 الشاب منه على وجه الخصوص بحاجة ماسة إلى أن يبصر في مشوار حياته نماذج ناهضة وقدوات فاعلة تعزز لديه الثقة بذاته وبمن حوله لأنه يدرك تماما بأن المعطى الأخلاقي  ليس شعارا لامصداق له في الواقع ! 
ومن هذا الموقع تبرز أهمية شخصية الشيخ علي المرهون كقيمة أخلاقية. 
----------------------
* الشيخ علي الشيخ منصور المرهون ؛  أديب؛ مؤلف ؛ ناشر ؛شاعر ؛ مؤرخ ؛ أستاذ في الحوزة العلمية في النجف الاشرف ؛ والقطيف ؛ إمام جماعة ؛ خطيب حسيني ؛ مأذون شرعي ؛ مرشد للحجاج والمعتمرين.
ولد في القطيف - أم الحمام في 5 ربيع الثاني 1334 وانتقل إلى جوار ربه في 27 محرم 1431 بموطنه القطيف.
تلقى تعليمه الأولي ومقدماتها في القطيف ؛ وفي 5 شعبان 1354 هاجر للنجف الاشرف لمواصلة تحصيله العلمي على يد نخبة أساتذة الحوزة كالمرجع الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء؛ والمرجع السيد محسن الحكيم ؛ والمرجع السيد ابو القاسم الخوئي. 
صدرت له العديد من المؤلفات وأخرى لا تزال مخطوطة ؛ ساهم بشكل فاعل تنشط في حركة الكتاب القطيفي من خلال الرعاية والتشجيع على الكتابة والتأليف. 
للمزيد من المعلومات انظر: الشيخ علي المرهون رواية مجتمع وتجربة حياة - 1429 - دار القاريء -بيروت - لبنان ؛ عبدالإله التاروتي. 
--------  
  
عبدالإله التاروتي - القطيف