مختارات من دقيقة تأمل

أ . بدر الشبيب *


 من أسوأ العنصريات التي يمكن أن يُبتلى بها مجتمع من المجتمعات هي تلك التي تُبتنى على أساس مقولة منسوبة للدين. فمثل هذه العنصرية تكون مقدسة، وبالتالي تصبح الأرضية مهيأة لارتكاب أفظع الجرائم وأشنع الأفعال ضد الآخر مع غياب أي تأنيب للضمير، بل في ظل راحة تامة له، لأن صاحبه لا يرى في انتهاك حرمات الآخر وانتقاص حقوقه أي ذنب، بل يراه واجبا شرعيا عينيا أو كفائيا يقوم بأدائه تقربا إلى ربه.

من يقرأ التاريخ الإنساني يدرك الآثار المدمرة لهذا النوع من العنصريات التي تبرر أفعالها غير الإنسانية تبريرا يجعل ضميرها ينام ملء جفونه دون اكتراث بآلام الآخرين وعذاباتهم. العنصريون من مثل هؤلاء يرددون بشكل أو بآخر ما قاله غيرهم في الماضي (لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ)، فهم – حسب زعمهم الديني - غير مساءلين أو محاسبين عما يفعلونه بالآخر، إذ ليس لذلك الآخر أي حقوق أصلا.

أديب وكاتب وباحث في علوم اهل البيت عليهم السلام